معلومات إسلامية

فضل صيام يوم التروية

فضل صيام يوم التروية

يعد يوم التروية من الأيام المباركة التي تحمل في طياتها العديد من الفضائل، ويوم التروية هو اليوم الثامن من أيام شهر ذي الحجة، الذي يسبق يوم عرفة مباشرة، وهو من الأيام التي يحرص المسلمون على صيامها، لما ورد من فضائل عظيمة في السنة النبوية الشريفة. في هذا المقال، سنلقي الضوء على فضل صيام يوم التروية، وأسباب تسميته بهذا الاسم، وبعض الأحكام المتعلقة به.

تعريف يوم التروية

يوم التروية هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، ويقع قبيل يوم عرفة، ويعد أحد الأيام العشر التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من العمل الصالح فيها. وهو يوم من أيام الحج، حيث يتوجه الحجاج فيه من مكة إلى منى في طريقهم لأداء مناسك الحج. وفي هذا اليوم، يتوجه الحجاج إلى منى حيث يبيتون هناك استعدادًا ليوم عرفة.

سبب تسمية يوم التروية

أُطلق اسم “التروية” على هذا اليوم لعدة أسباب، أبرزها أن “التروي” يعني الشرب، وكان الحجاج في الماضي يذهبون إلى منى في هذا اليوم ويحملون معهم الماء، لأن منى لم تكن تحتوي على مصادر مياه كافية. ولذلك، كان الحجاج يشربون الماء ويتزودون به استعدادًا ليوم عرفة. ويقال أيضًا إن هذا اليوم سمي بهذا الاسم لأن الحجاج كانوا يتروون ويتأهبون فيه ليوم عرفة، فيكون هذا اليوم بمثابة الاستعداد الروحي والنفسي ليوم الحج الأعظم.

فضل صيام يوم التروية

صيام يوم التروية من الأعمال المستحبة التي ينبغي للمسلمين الإكثار منها في أيام العشر من ذي الحجة. وقد ورد في السنة النبوية بعض الأحاديث التي تدل على فضل هذا اليوم وأهمية صيامه. ومن أبرز فضائله ما يأتي:

  1. الترغيب في صيام الأيام العشر من ذي الحجة:
    قد ورد في الحديث النبوي الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام العشر”، وقال الصحابة: “ولا الجهاد في سبيل الله؟”، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم: “ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء”. وهذا الحديث يشير إلى عظم الأعمال الصالحة التي تتم في الأيام العشر من ذي الحجة، بما في ذلك صيام يوم التروية.

  2. صيام يوم التروية له أجر عظيم:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده”، ولعلنا نرى في هذا الحديث أن الصيام في هذه الأيام لا يتوقف على يوم عرفة فقط، بل يشمل أيضًا يوم التروية كأحد الأيام المباركة التي تتضاعف فيها الأعمال الصالحة. من هنا، يتضح أن صيام يوم التروية يعكس الاستعداد الروحي لشهر الحج والمغفرة التي ينالها المسلم.

  3. التسبيح والذكر والتوبة:
    يعد يوم التروية فرصة للمسلمين للتوبة والإنابة إلى الله، خاصة وأنه يأتي في سياق الأيام العشر التي حث النبي صلى الله عليه وسلم على الإكثار من العمل الصالح فيها. في هذا اليوم، يمكن للمرء أن يكثر من الذكر والدعاء والتسبيح، مما يعكس التوبة والعودة إلى الله. من خلال صيام يوم التروية، يمكن للمرء أن يطهر نفسه من الذنوب ويزيد في التقرب إلى الله.

  4. يوم الاستعداد ليوم عرفة:
    يوم التروية هو يوم الاستعداد ليوم عرفة، وهو أحد أعظم أيام السنة وأيام الحج. لذلك، فإن صيام هذا اليوم يساهم في تعزيز الروحانية والتوجه إلى الله في الأيام العشر من ذي الحجة. كما أن الحجاج يتوجهون في هذا اليوم إلى منى استعدادًا ليوم عرفة، وهو يشكل بداية لمناسك الحج الكبرى التي تكثر فيها العبادات والطاعات.

الأحكام المتعلقة بيوم التروية

  1. صيام يوم التروية:
    في ما يتعلق بصيام يوم التروية، فإنه يعتبر من السنن المستحبة التي يتقرب بها المسلم إلى الله. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على صيام يوم التروية، ولكن لم يرد نص ثابت يفيد بوجوبه. ولذلك، فإن صيام يوم التروية لا يعد فرضًا بل هو سنة مستحبة، ويكسب المسلم الأجر والثواب الكبير.

  2. الحجاج وصيام يوم التروية:
    الحجاج الذين ينوون أداء فريضة الحج لا يُستحب لهم صيام يوم التروية إذا كانوا في منى، حيث يشغلون أنفسهم بأداء المناسك والعبادات، وبالتالي، فصيامهم في هذا اليوم يكون غير مستحب. ومع ذلك، يمكن للحاج أن يصوم يوم التروية إذا كان غير مشغول بمناسك الحج أو في حال كان لا يؤدي مناسك الحج هذا العام. أما غير الحجاج، فيستحب لهم صيام يوم التروية كما هو الحال مع صيام يوم عرفة.

  3. الجمع بين صيام يوم التروية وعمليات الحج:
    رغم أن صيام يوم التروية يعد من الأعمال المستحبة، فإن الحجاج يجب أن يضعوا في اعتبارهم أن أفضل الأعمال في هذا اليوم تتضمن الاهتمام بمناسك الحج والشعائر الدينية، مثل الوقوف بعرفة. على الرغم من ذلك، لا يوجد ما يمنع الحجاج من صيام يوم التروية إذا كانوا قادرين على ذلك دون أن يؤثر على أدائهم للمناسك.

كيفية الاستفادة من فضل يوم التروية

يجب على المسلم أن يستغل يوم التروية في التقرب إلى الله عز وجل عبر عدة أعمال صالحة، سواء كان من الحجاج أو غيرهم، ومن أبرز تلك الأعمال:

  • الاستغفار والتوبة: في هذا اليوم يجب على المسلم أن يكثر من الاستغفار والتوبة، طلبًا للمغفرة والرحمة من الله تعالى. وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهمية التوبة في هذا الوقت، حيث يكون العبد أقرب إلى الله.

  • الذكر والدعاء: يجب على المسلم أن يكثر من ذكر الله، سواء كان من خلال التسبيح أو التحميد أو التهليل أو الدعاء. كما يستحب تخصيص أوقات معينة لهذا الذكر، سواء أثناء الصيام أو في أي وقت من اليوم.

  • الصلاة والعبادة: يستحب للمسلم أن يخصص وقتًا أكبر للعبادة في يوم التروية، خاصة في الصلاة وقراءة القرآن الكريم.

الخاتمة

يوم التروية هو يوم عظيم من أيام السنة، يتزين بفضائل عظيمة، وخاصة في سياق العشر من ذي الحجة. إن صيام هذا اليوم يعد من السنن المستحبة التي تنم عن استعداد روحي للتقرب إلى الله. وبرغم أن صيام هذا اليوم مستحب للمسلمين غير الحجاج، إلا أن الحجاج أيضًا يمكنهم الاستفادة من فضائله بطرق أخرى، من خلال العبادة والتوبة والذكر.